2008年3月13日 星期四
البداية
لقد مرت السينما الجزائرية بعد الاستقلال بمرحلتين مهمتين من حيث التطور الأيديولوجي لأصحابها, فقد كانت المرحلة الأولى تأسيسية لهذا النوع من الفنون, وكان السينمائيون يتخبطون في إشكالية تحديد هويتهم بالنسبة للآخر الذي يمثله الغرب, وفي المرحلة الثانية وبالتحديد في الثمانينيات من القرن العشرين, تحدث القطيعة بين السينمائي وهويته نتيجة للانتكاسات, التي ما فتئت تنخر أمجاد الأمة في عصرها الحديث, وتحدث الردة ويتحول السينمائي من حامل لآمال وآلام مجتمعه إلى سينمائي فقط, وتغدو بذلك الصناعة الفيلمية الهدف الأسمى لكل عامل في هذا الحقل من الفنون, إلى درجة الاستسلام للطموحات الفردية بمعزل عن سيرورة الواقع والتاريخ. ولكيلا نحيد عن النقد الفني الموضوعي نقول إن المجال السينمائي يحكمه المقياس الفني قبل كل شيء, فلا يجوز التأريخ للفن السابع بمنظار سياسي محض بعيدا عن منطق الفنون. ولهذا نؤكد على تنوع الأنماط السينمائية في الجزائر, فمن الناحية التاريخية يمكن أن نقسمها إلى سينما ما قبل الاستقلال وإلى ما بعده. إن الفضاء الجغرافي هو العامل المشترك بين القسمين, فالسينما القبلية هي سينما المستعمر, بطلها مغامر أوربي وقائد عسكري فرنسي, أما السكان الأصليون فلا يظهرون إلا في صور مشوهة لا تعكس الحقائق الواقعية, وكان على الجزائريين انتظار الاستقلال السياسي كي يصبحوا موضوعا حقيقيا للقصص السينمائية, وهذا الغياب عرفه الأدب قبل السينما, وصدرت صرخات مدوية من الروائيين الجزائريين في العهد الاستعماري, بالرغم من اتخاذهم اللغة الفرنسية وسيلة لكتابتهم, حيث لفتوا الانتباه إلى أوضاع الشعب الجزائري, والأهم من ذلك الالتفات إلى العنصر العربي المسلوب الحقوق, والذي يعيش على هامش الحياة, وتحويله إلى بطل أي إثبات ذاته المستقلة عن المستعمر. ويتجسد ذلك بخاصة في روايات الكاتب محمد ديب ومنها (الدار الكبيرة) و(الحريق) ثم (النول), التي لم يتعرف عليها المشاهد إلا من خلال مسلسل (الحريق) للمخرج مصطفى بديع سنة 1974. وكذلك روايات مولود فرعون ومنها (ابن الفقير) (والدروب الصاعدة), وكانت رواية مولود معمري الأفيون والعصا الأكثر حظا. ويمكن تحديد مرحلة الستينيات كميلاد فعلي لسينما ما بعد الاستقلال, وهي تضم الإنتاج الخاص والعام, وكذلك سينما المهجر ثم الإنتاج المشترك الذي برز بأْعمال عالمية منها (معركة الجزائر) للمخرج الإيطالي جيلو بنتكرفو سنة 1966 و(الغريب) للوكينو فشكنتي سنة 1968 وكذلك (زاد) لكوستا جافراس 1968, ونعثر في هذا النوع على فيلم طريف لمغامرات الوسترن السباجيتي (ثلاثة مسدسات ضد سيزار) للمخرج الإيطالي إينزو بيري, بمعية المخرج موسى حداد سنة 1967.
訂閱:
張貼留言 (Atom)
沒有留言:
張貼留言